الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بين الشك والثقة: هل أبقي زوجتي على ذمتي أم أسرحها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوج منذ 13 عامًا، ولديّ طفلان، قبل خمسة أشهر، اكتشفت أن زوجتي على علاقة بشخص عبر تطبيق الواتساب، أقسمت لي أن ما بينهما كان مجرد كلام فقط، لكني لا أصدقها، قلت لها: إنني سأُبقي عليها من أجل الأبناء، لكنني أشعر بالقلق والخوف كلما ذهبت إلى العمل، وتدور في ذهني أفكار سيئة كثيرة، ولا أعرف كيف أتخذ القرار: هل أُطلّقها أم أُبقي عليها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك أيها -الأخ الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجتك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو، وأن يصرف عنها سيء الأخلاق والأعمال، فإنه لا يصرف سيئها إلا هو، وأن يعيذها من شرور كل مخبب وسفيه، وأن يعينها على الاستقامة على شرع الله تبارك وتعالى، والمحافظة على بيتها ورعاية أبنائها.

بداية: نتمنى أن لا يتفجر هذا الأمر، ويشاع هذا الخبر السيء بين الناس؛ لما له من آثار سالبة عليكما وعلى الأبناء.

الأمر الثاني: أرجو أن يأخذ الموضوع حجمه المناسب، فرغم قناعتنا أن الذي حصل خطأ من الناحية الشرعية، ولكن بعض الشر أهون من بعض.

الأمر الثالث: وهو ضرورة أن تعطي مجالاً للمسامحة، مع ضرورة أن تتخذ الإجراءات المناسبة، والإجراء المناسب في هذه الحالة أن تحدد استخدام الجوال، بل أن تمنعه في أوقات محددة، ثم بعد ذلك لا مانع من أن تستخدم هي هاتفك، أو تستخدم هاتف بدون خدمات، بمعنى أن الإنسان من حقه أن يتخذ إجراءات تصون عرضه، وتحفظ أهله، وتبعد عنه وعن أسرته شياطين الإنس والجن.

الأمر الذي نريد أن نؤكد عليه أخيرًا: هو عدم الاستجابة لوساوس الشيطان، فإن هم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، وليس بضارهم شيئًا إلا بإذن الله، ولذلك نتمنى أن تفوت الفرصة على عدونا الشيطان، وإذا ذكرك بما فيها من المساوئ فتذكر ما فيها من الإيجابيات التي وجدتها خلال السنوات الماضية -ثلاث عشر عامًا-، وتذكر المعيار النبوي: "لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقًا رضي منها آخر".

نسأل الله أن يردها إلى الحق والخير والصواب، وأن يؤلف القلوب وأن يغفر الزلات والذنوب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً