الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ظهور أعراض التوتر والتشنج والغثيان

السؤال

لا أخفيكم أني قمت بإرسال عدة أسئلة لكم واستفدت منها كثيراً، ولكن للأسف أنا سيء التعامل مع الأدوية النفسية، وقد تم تشخيص المرض بالرهاب الاجتماعي كما تعلمون سابقاً، وتم تنقلي مع العديد من الأدوية، سيروكويل، سيتالوبرام، زيروكسات، إلى آخر الأدوية تم تقريرها منذ شهر تقريباً أو أكثر، وهي حبتين فافرين 50 ملجرام وحبة بريكسال 5 ملجرام ونصف حبة ريميرون 30 ملجرام وحبتين كيمدرين 5 ملجم.

أعاني معاناة شديدة مع العلاج، فلقد ظهرت الكثير من الأعراض، توتر بشكل ملحوظ، إضافة إلى تصلب في الوجه، وتشنج في العضلات، وغثيان شديد، وفقدان الشهية للأكل، والأسوأ أنني لا أستطيع الخروج من منزلي خوفاً من ظهور الأعراض هذه، مع العلم أنني أتقدم بأسئلتي إليكم لبعد المسافة بيني وبين الطبيب، حيث أنه مقيم في بلد آخر.

أرجو إجابتي كيف أنجو من هذه الأعراض، مع العلم أن تغيير الدواء لن يفيد حيث أن استجابتي للأدوية متشابهة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أرجو أن أؤكد لك حقيقة علمية ثابتة وهي أن إرادة التغير وإرادة الاستعداد للشفاء والرغبة فيه تعتبر من أهم آليات العلاج وفعاليته، والذي أراه أنك قد أغلقت على نفسك باب الخير هذا، حيث أنك تقول أنك لا تستجيب للأدوية، وأستسمحك عذراً أن أقول لك: إن هذا الكلام ليس صحيحاً وليس علمياً، نعم الناس تتفاوت في استجاباتها للعلاج ولكل شيء في الحياة.

بعد هذه المقدمة الضرورية أرجو أن تنتهج منهجاً جديداً وهو الإصرار على التحسن، والالتزام التام بمبدأ المواجهة للأعراض والإتيان بما هو مخالف ومضاد لها، وتكرار ذلك؛ بمعنى أن لكل فكرة خوف أو مزاج اكتئابي أو فعل أو عمل وسواسي يوجد ما هو مضاد له، وعليك أن تتخير المضاد وتعمل على توثيقيه وتقويته وتثبيته في كيانك الداخلي، اسأل نفسك مرة أخرى ما الذي يمنعك من الخروج من المنزل، أنت لست بمعاق ولا تعاني من أي قصور، إذن أخي ابنِ هذا التوجه وهذه العزيمة والإصرار الجديد وهو الخروج من المنزل ومواجهة الحياة والتواصل مع الآخرين والفعالية في كل شيء.

عليك أن تضع جدولاً يومياً لنفسك وتقوم بتطبيق هذا الجدول الزمني بحذافيره، عليك على سبيل المثال أن تخرج لزيارة الأهل والأرحام، وأنت تعمل في الأعمال الحرة، خصص وقتاً وزمناً للتوسع في أعمالك، خصص وقتاً لممارسة الرياضة، للترويح عن النفس، ولابد أن يكون هنالك التزامات بالعبادات وتخصص الوقت والذهاب للمسجد من أجل أداء الصلاة في جماعة.

صدقني يا أخي أن الالتزام بهذه الإرشادات سوف يقضي على 80% من الأعراض التي تعاني منها، ويمكن أن نقضي على الـ 20% الباقية بتناول أحد الأدوية. والدواء الذي أود أن أرشحه لك في هذه المرة هو بروزاك، وأرجو ألا تتناول أي دواء غيره، ابدأ بجرعة كبسولة واحدة في اليوم (20 مليجرام) لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى كبسولة واحدة لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.

ختاماً: أسأل الله لك الشفاء، وعليك بالمزيد من التفاؤل والتفكير الإيجابي والإصرار على التحسن.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا محمد اليامي

    مع احترامي للدكتور البروزاك لاينفع لوحده وليس هو علاج الرهاب انا انصحك لاني مجرب ومريض مثلك علاجك هو سبراليكس 20 ملغم اندرال 20 مرتيين زاناكس 0.5 ملم مرتيين والله يشفييك انصحك بمراجعه مستشفى سليمان فقييه بجده دكتوره سناء سالم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً