السلام عليكم

أعاني من عدم الشعور بنفسي وبجسمي، وأشعر بالخوف تجاه هذا الأمر، وقد ذهبت لطبيب نفسي ونصحني بدواء (نيورنتين) حبة صباحاً وحبة مساء، وأجد نفسي خائفة، وأعتقد أن هذا المرض سوف يطول عندي، فانصحوني بالعلاج المناسب.

ولكم مني جزيل الشكر.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنك لم توضحي مدة هذا الشعور الذي ينتابك، ولم تذكري أي أعراض أخرى مصاحبة لهذا الشعور، والشعور بأن الإنسان أصبح غريباً على نفسه أو أنه لا يشعر بنفسه هو ناتج في الغالب من نوع معين من القلق النفسي، والبعض يأتيهم أيضاً الشعور كأن العالم حولهم متغير أو كأن العالم حولهم ليس طبيعياً.

البعض يسميه بعدم القدرة على استيعاب الذات أو عدم القدرة على الشعور بالذات، وعموماً هو نوع من القلق النفسي وليس أكثر من ذلك.

أرجو أن تطمئني أن هذا مجرد قلق، وأرجو أن تبحثي إذا كانت هناك أي أسباب أنت قلقة حيالها، وإذا كانت هناك أي ضغوطات أو أي عوامل سببت لك عدم الاستقرار فيجب أن تبحثي في الأسباب وتضعي الحلول المناسبة لذلك.

وأما إذا كانت لا توجد أي أسباب فنصيحتي لك هو أن تسعي وأن تتجاهلي هذا الأمر، وأنا أثق تماماً أن هذه الأعراض هي أعراض لحظية وهي أعراض لا تستمر إن شاء الله كثيراً.

بعض الناس يأتيه الشعور بالخفقان والضيقة في الصدر واضطرابات النوم وأنت ليس لديك هذه الأعراض، وقد نصحك الطبيب بتناول عقار (نيورنتين) فهو في الأصل دواء يعطى لعلاج الصرع، وأرجو أن لا تنزعجي لهذا؛ لأن النيورنتين أيضاً له استعمالات أخرى، يستعمل في حالات في عسر المزاج البسيط، ويستعمل في حالات اضطراب المزاج، وهناك بعض الناس تأتيهم نوبات القلق والخوف وفقدان الانشراح وتأتيهم بعد ذلك نوبات انشراح زائد وغير مبرر، وهؤلاء الناس يستفيدون كثيراً من النيورنتين كعلاج مثبت للمزاج.

هذا الدواء أيضاً يتميز بأنه يعالج الآلام الجسدية خاصة الناتجة من اضطرابات الأعصاب أو الناتجة من انقباضات الأعصاب الناتجة من القلق النفسي، وأعتقد أن الطبيب أعطاك هذا العلاج لهذا السبب.

أود أن أنصحك بأن تضيفي إلى عقار النيورنتين دواء آخر يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، وهو موجود في الصيدليات ولا يتطلب وصفة طبية، يعاب عليه أنه مكلف نسبياً، نسأل الله تعالى أن يسهل لك أمر الحصول عليه.

ابدئي في تناول السبرالكس بجرعة نصف حبة من فئة عشرة مليجرامات، اطلبي من الصيدلي أن يعطيك السبرالكس عشرة مليجرامات، وبعد ذلك تناولي نصف حبة يومياً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة لمدة شهرين، يفضل أن تتناولي حبة في المساء وبعد الأكل، وبعد قضاء شهرين خفضي الجرعة إلى خمسة مليجرامات لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

لا مانع من أن تتناولي النيورنتين؛ مع أنك لم توضحي الجرعة، وهو غالباً يعطى بجرعة مائة مليجرام مرة واحدة في اليوم، ثم ترفع الجرعة إلى حبتين في اليوم، والبعض قد يعطى ثلاث حبات في اليوم، ولكن لا أعتقد أنك في حاجة إلى ذلك، الدواء دواء سليم ودواء بسيط.

نصيحتي لك أيضاً أن تقومي بأي نوع من التمارين الرياضية كالمشي أو الجري مثلاً فإنه سيكون من المفيد لك؛ لأن الرياضة تحرق وتقضي على كل الطاقات النفسية السلبية وتبني طاقات إيجابية جديدة تجعل الإنسان يحس بالطمأنينة والسكينة الداخلية.

هناك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء ستكون مفيدة بالنسبة لك، وتوجد أشرطة وكتيبات موجودة في مكتبة جرير أو في مكتبة الأمة للصوتيات والمرئيات، وهناك شريط للاسترخاء للدكتور نبيل الرفاعي وشريط آخر للاسترخاء للدكتور صلاح الراشد، وشريط ثالث للأستاذة حنان عيسى عبد الظاهر، فهذه الأشرطة أشرطة جيدة ويمكنك الحصول على أحد هذه الأشرطة ومتابعة التعليمات الموجودة فيه من أجل تطبيق تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس وتمارين الاسترخاء التدريجي للعضلات.

هذا سوف يفيدك إن شاء الله كثيراً وسوف يقضي على هذه المشاعر السلبية، نسأل الله لك الشفاء والعافية، ونشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

وبالله التوفيق.