الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن التاريخ السابق للوساوس القهرية وما ينتابك من قلق وتوتر عصبي هو دليل أن لديك استعداداً للقلق النفسي، والإنسان حين يكون قلقًا نجد أن تحمله يضعف جدًّا، ولذا كما ذكرت أصبحت تستثار بسرعة جدًّا حين يدور نقاش بينك وبين أصدقائك، والخفقان والخوف من الموت وكذلك الخوف من الأمراض النفسية هي نوع من المخاوف الوسواسية، وكل الذي ذكرته لك يصب في خانة تشخيص واحد، وهو ما يعرف بقلق المخاوف.
الدوجماتيل دواء جيد، ولكن لا نعتبره علاجًا أساسيًا، إنما هو علاج مساعد، فمن حيث العلاج الدوائي أنت محتاج لعلاج دوائي يكون أكثر تخصصية في علاج قلق المخاوف، ويكون أكثر فعالية، وأنا أرى أن الدواء الأفضل هو لسترال والذي يعرف تجاريًا أيضًا باسم (زولفت) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) هذا دواء جيد ورائع جدًّا لعلاج مثل هذه الحالات، لذا أنصحك بأن تبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة، وقوة الحبة هي 50 مليجراماً، تناولها ليلاً، استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء، وبالنسبة للدوجماتيل يمكنك أن تستمر عليه بمعدل كبسولة واحدة في الصباح لمدة ثلاثة أشهر أخرى.
الجانب العلاجي الآخر هو أن تعبر عن ذاتك، أن لا تجعل القلق والتوتر يحتقن، وذلك من خلال السكوت على ما لا يُرضيك، فالتعبير عن النفس أولاً بأول خاصة حيال الأمور البسيطة يساعد جدًّا في إزالة القلق والتوتر وذلك من خلال ما نسميه بالتفريغ النفسي.
في مثل حالتك نحن دائمًا نوصي أيضًا بتطبيق تمارين الاسترخاء، وهي تمارين متعددة جدًّا، وإذا تواصلت مع أحد الأخصائيين النفسانيين ليقوم بتدريبك عليها فهذا سوف يكون مفيدًا جدًّا، وإذا كان ذلك غير ميسر فيمكنك أن تتحصل على CD أو كتيب أو شريط، أو تتصفح أحد المواقع على الإنترنت التي تساعد على تطبيق تمارين الاسترخاء.
الرياضة تعتبر ذات أهمية خاصة، خاصة أنك تعاني من التوتر واضطراب القولون العصبي، فالرياضة أُثبتت الآن أنها تؤدي إلى إفراز مواد كيميائية داخل الدماغ، هذه المواد تؤدي إلى تحسن في المزاج وإزالة القلق والتوتر، فكن حريصًا على ذلك -أخي الكريم-.
التعامل مع الأصدقاء يجب أن يقوم دائمًا على حسن الظن، وأن لا تتمسك بصغائر الأمور، واشعر بقيمة نفسك الحقيقية، وكن دائمًا مساعدًا للآخرين، هذا يساعدك كثيرًا بأن تحس بالرضى.
لا أنصحك بتناول الزاناكس بالرغم من أنه دواء جيد وطيب، لكن قد يسهل التعود عليه.
ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول منهج السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية: (
272641 -
265121 -
267206 -
265003).
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وإن شاء الله تعالى باتباعك لما ذكرته لك من نصائح وتناول الدواء سوف تحس أن هذه المخاوف القلقية ذات الطابع الوسواسي قد اختفت تمامًا.