الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

محاسبة النفس على التقصير في الذكر ومعاقبتها عليه.. رؤية شرعية

السؤال

أنا وصديقتي نقيم حلقةً للذِّكر والعبادة، حيث نُحدِّد جدولًا يوميًا، وفي المساء نحاسب بعضنا على ما أنجزناه خلال اليوم. ومن لم يلتزم، نُوقِع عليه عقوبةً ما، بهدف دفعه إلى الالتزام. فما حكم هذا التصرف؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجوابنا عن سؤالك يتلخص فيما يلي:

أولاً: يشرع للمسلمة أن تتعاون مع أختها على طاعة الله، ولأجل هذا شرعت صحبة الصالحين؛ لأنهم يعينون على طاعة الله تعالى.

ثانيًا: حلقة الذكر إن كانت على وجه مشروع -كقراءة قرآن، أو تسبيح، أو طلب علم-، فهي من أعظم القربات، وإن كانت على وجه غير مشروع -كالذكر الجماعي بصوت واحد-، فهذه بدعة، وانظري الفتوى: 8381.

ثالثًا: لا ينبغي محاسبة بعضكم في نهاية اليوم على التقصير في الطاعة المتفق عليها؛ لأن المحاسبة ربما تحمل إحداكما أو كليكما على فعل الطاعة فرارًا من العقوبة، أو حتى لا يظهر أمام الآخر أنه مقصّر، فيقع في الرياء، وقد كان السلف يخافون من أن يرائي بعضهم بعضًا عند اجتماعهم على الذكر.

وممّا روي في ذلك: ما ذكره الذهبي في السير عن أبي عبد الله الأنطاكي، قال: اجتمع الفضيل والثوري، فتذاكروا، فرقَّ سفيان، وبكى، ثم قال: أرجو أن يكون هذا المجلس علينا رحمة وبركة. فقال له الفضيل: لكني يا أبا عبد الله، أخاف أن لا يكون أضرّ علينا منه، ألست تخلصت إلى أحسن حديثك، وتخلصت أنا إلى أحسن حديثي، فتزينت لي، وتزينت لك؟ فبكى سفيان، وقال: أحييتني، أحياك الله. اهـ.

فنوصيكما بالاستمرار في حلقة الذكر على الوجه المشروع، دون جلسة المحاسبة التي ذكرتِها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني