الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهنيئًا لك بما أنعم الله به عليك من غضّ للبصر، والبُعد عن أسباب الفتنة، ونرجو أن لا يكون عليك إثم في الدراسة في هذه الجامعة التي تفصل بين الجنسين في أغلب الفصول.
ويلزمك البُعد عما يفضي إلى النظر للمدرسات إن لم يكنّ ساترات لما يجب ستره، ولا يلزمك ترك النظر إلى السبورة، ولا الامتناع عن سؤال المدرّسة من دون نظر إليها؛ لأن الراجح أن صوت المرأة ليس بعورة.
ولا يلزمك كذلك المشي في الخارج، وإنما يلزمك التحفظ من مخالطة الطالبات في الممشى وغيره، ففي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: ما تركت بعدي فتنة أضرّ على الرجال من النساء.
وروى مسلم من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
وأمّا كلّية الطب التي ذكرت، فلا يلزمك الانتقال إليها، وراجع الفتوى: 180127.
والله أعلم.