الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالضابط الذي يحكم العمل، ويلزم الموظف، هو ما تقتضيه لوائح العمل ونظامه. ويرجع في معرفة ذلك وما قد يخفى على الموظف منه إلى جهة عمله؛ ليستفسر منهم عمّا يعتبر تقصيرًا وعمّا لا يعتبر، وما يؤذن له فيه، وما لا يؤذن له فيه، إلى غير ذلك من إجراءات ومعاملات.
وكون بعض العمال يقصّر في عمله ويتراخى ويتكاسل، فهذا لا يبيح للمرء مجاراته في ذلك، ففي الحديث عند الترمذي: لا تكونوا إِمَّعَةً، تقولون: إن أحسن الناس أحسنّا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وَطِّنُوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا فلا تظلموا.
وإتقانك لعملك وإحسانك فيه مما يحمد لك، ففي الحديث: إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه. أخرجه أبو يعلى، والطبراني.
فاحرص على ذلك، ولا تبال بتقصير صاحبك واستغلاله لنشاطك وإتقانك، فكل محاسب على عمله وأمانته.
والله أعلم.