الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخبرت أهلها بسبب خوفي عليها..فهل فعلي صحيح؟

السؤال

السلام عليكم

توجد معنا زميلة عمل، كنت متقدماً لخطبتها من قبل، ولم يتم الأمر، وافترقنا باحترام، وفجأة رأيتها تتمشى في العمل مع زميل لها، وأنا أعرف أشياء سيئة عن هذا الشخص، كالسهر، والذهاب لأماكن محرمة، والعلاقات العابرة التي يتكلم عنها بنفسه علنا، وحتى في مكان العمل له علاقات مع زميلات سابقات.

سألتها من باب الحذر والتحذير، لأنها فتاة محترمة، عن سبب تعاملها مع هذا الشخص لأنه سيئ، دون إعطاء تفاصيل، ونصحتها بالابتعاد عنه، فأجابت بأن علاقتهما أكثر من عمل، وهم أصدقاء مقربون، ويحاولون التعرف على بعض بهدف الزواج، وقلت لها إنه سيئ، فطلبت التفاصيل! فأخبرتها، فصدمت ولم تعرف كيف تتصرف، وأخبرتني أنها ستحكم بنفسها إن كان تغير أم لا!

من خوفي وغضبي وعلمي أن الفتاة طيبة وبريئة، وساذجة بعض الشيء، وأنها لا تعلم كيف تتصرف؛ أخبرت أهلها، فهل إخباري لأهلها كان صحيحاً، من باب الخوف، أم أنه يعتبر تخريباً وإعاقة لشيء كان ممكن أن ينتج عنه خطوبة أو زواج؟

أدري أن الدين النصيحة وأن السؤال والاستشارة في هذه الأمور أمانة، والفتاة سألتني، فأجبتها بكل ما أعرف وبصدق!

ما يشغل تفكيري هو سؤالي الأساسي، هل إخبار أهلها وولي أمرها بذلك يعتبر من الحرص والخوف عليها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقع إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء.

ابتداء -أخي الكريم- لا بد من الفصل بين النية الطيبة والفعل، فلا يلزم من النية الطيبة صحة العمل، ولو استشرتنا قبل لقلنا لك افعل ما يلي:

- أوصل ما تريد إيصاله عن طريق فتاة محترمة متدينة، تثق هذه الأخت فيها وتسمع منها.

- لا تدخل نفسك في الحديث مع الفتاة لأنها أجنبية عنك.

- حاول أن تتواصل مع الشاب السيئ بطريق غير مباشر عن طريق من يثق هذا الشاب لمعرفة نواياه الحقيقية، وهل هو يريد الزواج منها أم التلاعب بها؟

- إذا ما رأيت أنه يريد الزواج منها، وهي قد علمت ماضيه؛ فعسى أن تكون هدايته على يدها، وعسى أن يكون زوجاً صالحاً لها.

- إذا ما علمت أن الشاب يريد بها ضرراً؛ فيمكنك إيصال الرسالة تلك إلى الفتاة عن طريق الوسيط السابق حتى تتجنب المخاطر.

- الحديث إلى أهلها قفزة للأمام غير محسوبة، ولا ندري عواقبها، وكان يجب أن يكون آخر الدواء إذا ما تيقنت بخطورة موقف الفتاة على سذاجتها ولم تستطع أن توقف الشاب.

ننصحك الآن أخي الكريم بالابتعاد مطلقا عن الفتاة، ولا تدخلها في أتون صراعات مع أهلها أكثر من ذلك، وتذكر أنها أجنبية عنك ولست مسؤولا عنها، أما إن كنت على الحقيقة راغباً في الزواج منها، وتراها صاحبة دين وخلق فاستخر الله واستشر، ثم اطرق البيت من بابه دون أن تتحدث معها مباشرة، وإلا فابتعد، يرحمك الله.

نسأل الله أن يصلحك، وأن يبارك فيك، وأن يصلح حال الفتاة، وأن يرزقها الزوج الصالح، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً