الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يجبرني على زيارة أهله رغم مشاكلهم، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا متزوجة وبدون أولاد، أعمل أنا وزوجي في بلاد غير بلدنا، ونذهب إلى بلدنا 15 يومًا في السنة لصلة الرحم، زوجي يُجبرني أن أقضي نصف المدة مع عائلتي، ونصفها مع عائلته، والسفر معهم، وأنا بحاجة لأن أقضي عطلتي مع عائلتي وإخوتي، فأنا وعائلته طباعنا مختلفة، وهنالك الكثير من المشاحنات، وأنا لا أريد أن أقضي عطلتي في المشاكل.

ما حكم هذا الأمر شرعًا؟ وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بكِ -أختنا الكريمة- في موقعكِ إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيكِ، وأن يحفظكِ وأن يقدر لكِ الخير حيث كان.

لا يخفاكِ -أيتها الفاضلة- أن طاعة الزوجة لزوجها من أعظم الواجبات التي أمر بها الشرع، قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} [النساء: 34] قال الإمام القرطبي: هذا كله خبر، ومقصوده الأمر بطاعة الزوج والقيام بحقه.

إن أعظم ما تجب فيه الطاعة: تنفيذ طلبه إذا كان حلالًا، ولم يكن لها عذر مقبول في ذلك، ولا بد من هذين القيدين:
1- أن لا تكون في أمر فيه مخالفة للشرع، فعن عليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ» متفق عليه، فيحرم على المرأة أن تطيع زوجها في فعل محرم، أو ترك واجب.

2- أن تكون ضمن قدرات المرأة، فلا يلحقها بفعله ضرر، قال الله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286]، وقال ﷺ: «إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ». وقال أيضًا: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ».

كذلك طلب الزوج منكِ زيارة أهله وإن كانت غير واجبة، إلا إنها من كمال حسن العشرة بين الزوجين، وقد يترتب على عدم الاستماع إلى طلبه ما يباعد الهوة بينكما، لذلك ننصحكِ بما يلي:

1- الاستماع إلى كلامه من حيث الأصل، واحتساب الأجر عند الله عز وجل.
2- عدم نقل ما تكرهينه من تصرفات أهله إليه، فإن هذا أدوم للعشرة.
3- الإحسان إلى أهله بقصد إيجاد الألفة أمر جيد، وما وجدنا أكثر من الإحسان في تأليف القلوب.

هذه إجازة تُعد بالأيام، ثم تعودان سويًا، فاجتهدي أن تستثمريها جيدًا، بعيدًا عن المنغصات والمشاكل، واعلمي أن الجلوس مع أهلكِ أسبوعًا واحدًا، والعلاقة بينكِ وبين زوجكِ حسنة، أفضل من حيث السلام النفسي، والآثار المترتبة من الجلوس معهم خمسة عشر يومًا والعلاقة مضطربة.

نسأل الله أن يحفظكِ وأن يرعاكِ، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً