السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي أخ في بداية العشرينيات، ويريد الزواج ويُلح بذلك، يبحث أبي وأمي عن فتاة خلوقة ترتدي الحجاب الشرعي، ولم تختلط بالرجال، ولكن أخي لا يجد مشكلة في التزوج بفتاة متبرجة؛ بحجة أنه صعب وجود فتاة بهذه المواصفات، خاصة وأنه يريد فتاة في غاية الجمال.

أرى أن أخي غير ناضج، ولا يستطيع التحكم في انفعالاته حتى الآن، مع أمي ومع الجميع، هو عصبي، قليل المسؤولية، سبق له وأن تحدث مع كثير من الفتيات، ولا يفقه في الدين القدر الكافي لإقامة عائلة، أخشى أن يظلم الفتاة التي سيتزوجها، وأن يتحدث مع غيرها، وأرى أن هذا احتمال ليس ببعيد أبدًا.

سؤالي هو: هل يجوز لي شرح ما سبق للفتاة التي سيتقدم لخطبتها؛ لتحذيرها؟ وهل هذا هو من باب النصح أم يندرج تحت كشف الستر وظلم أخي؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

جزاك الله خيرًا على حرصك بأخيك وغيرتك على بنات المسلمين، وعلى تحرّيك الحق، والسعي إلى مرضاة الله تعالى، ونسأل الله أن يجزيك خيرًا على ذلك، ودعينا نجيبك من خلال ما يلي:

1- الحديث عن أخيك بسوء عند الفتاة التي سيخطبها أو يريد خطبتها لا يصح ولا يصلح، ولو فعلت لربما دفعت الأخ إلى ما تكرهون، وكونه يريد الزواج فهذه بشارة جيدة؛ لذا يجب عليك مساعدته لا معاندته.

2- الغيب بيد الله وحده، وكثير من الشباب حين تزوج انصلح حاله وتغير؛ لذا أملي في الله خيرًا.

3- لأخيك عدة مشاكل اجتهدي في إزالتها، مثلًا هو ضعيف التدين، حاولي أن تساعديه بأن تدفعيه إلى صحبة بعض الصالحين، وأن تشجعيه على الذهاب إلى المسجد، أن ترغبيه في عمل الخير، وهذا لن يكون إلا بمد جسور المحبة والثقة مع أخيك.

- قد ذكرت أن أخاك لا يفقه في أمور الدين كثيرًا، نريدك أن تفكري في طريقة إزالة هذا الجهل، ولو بالحدود الدنيا.

- أخبري الأهل أن يبحثوا له عن المتدينة الجميلة، واحذروا من زواجه من فتاة لا تعجبه وإن كانت متدينة.

الخلاصة: عوضًا أن تجعلي تفكيرك في كيفية إخبار الفتاة بالذي عنده، فكري كيف تزيلي أو تخففي ما عنده، هذا هو الدور المطلوب منك والذي يأجرك الله عليه.

نسأل الله أن يحفظك، وأن يهدي أخاك، والله الموفق.